أسئلة فكرية

​

١. تقول رسالة تيموثاوس الأولى ٤:٤: "كل خليقة الله صالحة، ولا شيء يُرفض". هل يمكنك شرح ذلك؟

يشير هذا المقطع الكتابي إلى الأطعمة التي خلقها الله ليتناولها شعبه بشكر (الآية 3). هذه الأطعمة هي الأطعمة الطاهرة المذكورة في سفر اللاويين 11 وتثنية 14. توضح الآية 4 أن جميع مخلوقات الله صالحة ولا يجوز رفضها، شريطة أن تكون من بين تلك التي خلقت لتُتناول بشكر (الحيوانات الطاهرة). توضح الآية 5 سبب قبول هذه الحيوانات (أو الأطعمة): فهي تُقدس بكلمة الله التي تقول إنها طاهرة، وبصلاة البركة التي تُرفع قبل الوجبة. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن من يحاول تقديس نفسه بتناول أطعمة نجسة سيُهلك في النهاية (إشعياء 66: 17).

​

٢. يقول متى ١٥: ١١: ليس ما يدخل الفم يُنجّس الإنسان، بل ما يخرج من الفم. كيف تُفسّر هذا؟

الموضوع في إنجيل متى ١٥: ١-٢٠ هو تناول الطعام دون غسل اليدين أولًا (الآية ٢). التركيز هنا ليس على الأكل، بل على الغسل. علّم الكتبة أن تناول أي طعام دون غسل طقسي خاص يُنجّس الآكل. قال يسوع إن هذه الغسلات الطقسية لا معنى لها. في الآية ١٩، عدّد بعض الشرور: القتل، والزنا، والسرقة، إلخ. ثم ختم كلامه قائلًا: "هذه هي التي تُنجّس الإنسان، أما الأكل بأيدٍ غير مغسولة فلا يُنجّس الإنسان" (الآية ٢٠).

​

3. ولكن ألم يطهر يسوع جميع الحيوانات في رؤية بطرس، كما هو مسجل في أعمال الرسل 10؟

كلا، موضوع هذه الرؤيا ليس الحيوانات، بل البشر. لقد أعطى الله بطرس هذه الرؤيا ليُظهر له أن الأمم ليسوا نجسين كما اعتقد اليهود. كان الله قد أمر كرنيليوس، وهو أممي، بإرسال رجال لزيارة بطرس. لكن بطرس كان سيرفض رؤيتهم لو لم يُعطه الله هذه الرؤيا، لأن الشريعة اليهودية تُحرم استضافة الأمم (الآية ٢٨). ولكن عندما وصل الرجال أخيرًا، رحّب بهم بطرس، موضحًا أنه عادةً ما كان ليفعل ذلك، قائلاً: "لقد أراني الله أن لا أدعو أحدًا دنسًا أو نجسًا" (الآية ٢٨). في الإصحاح التالي (أعمال الرسل ١١)، انتقد أعضاء الكنيسة بطرس لحديثه مع هؤلاء الأمم. فأخبرهم بطرس بقصة رؤياه كاملة ومعناها. وتقول أعمال الرسل ١١: ١٨: "ولما سمعوا هذا سكتوا، ومجدوا الله قائلين: إذًا منح الله الأمم أيضًا التوبة للحياة".

4. لماذا خلق الله الخنزير إلا ليأكل؟

لقد خلقه لنفس الغرض الذي جعل به النسور زبالًا لجمع القمامة. والخنزير يؤدي هذا الغرض على أكمل وجه.

٥. تقول رسالة رومية ١٤: ٣، ١٤، ٢٠: لا يحتقر من يأكل من لا يأكل. ليس شيء نجسًا بذاته، بل كل شيء طاهر. هل يمكنك تفسير ذلك؟

تُقارن الآيات من ٣ إلى ٦ بين من يأكلون أطعمةً معينة ومن لا يأكلونها. لا ينص المقطع على صواب أيٍّ منهما، بل يُنصح بألا يُدين أحدهما الآخر. بل دع الله يحكم (الآيات ٤، ١٠-١٢). تشير الآيتان ١٤ و٢٠ إلى الأطعمة التي قُدّمت أولاً للأصنام، وبالتالي كانت نجسة طقسياً، وليس إلى اللحوم الطاهرة والنجسة المذكورة في سفر اللاويين، الإصحاح ١١. (اقرأ ١ كورنثوس ٨: ١، ٤، ١٠، ١٣). جوهر النقاش هو أنه لا يُعدّ أي طعام نجساً أو غير طاهر لمجرد أنه قُدّم أولاً للأصنام، لأن الصنم ليس شيئاً في العالم (١ كورنثوس ٨: ٤). ولكن إذا كان ضمير الإنسان يُؤلمه لتناوله مثل هذا الطعام، فعليه أن يتركه وشأنه. أو حتى لو كان يُسيء إلى شخص آخر، فعليه أيضاً الامتناع عنه.

6. أليس كافيا أن نحب الرب فقط ولا نهتم بقوانين الله الصحية؟

لكن إن كنتَ تُحبُّ الربَّ حقًّا، فستكون حريصًا على طاعة شرائعه الصحية، لأن هذه هي الطريقة التي صمَّمها لك لتحقيق الصحة والسعادة والنقاء الأمثل. لقد أصبح مصدر الخلاص الأبدي لكل من يُطيعه (عبرانيين ٥: ٩). قال يسوع: "إن كنتم تُحبونني فاحفظوا وصاياي" (يوحنا ١٤: ١٥). عندما نُحبُّ الربَّ حقًّا، لن نُحاول التهرب من شرائعه الصحية (أو أي وصايا أخرى) أو اختلاق الأعذار. هذا الموقف يكشف في الواقع عن القلب الصادق في أمور الله الأخرى. ليس كل من يقول لي: "يا رب، يا رب" يدخل ملكوت السماوات، بل من يفعل مشيئة أبي الذي في السماوات (متى ٧: ٢١).